العدل' أساس حياة الإنسان الكريمة

 

 

 

من أعظم ما خلق الله سبحانه وتعالى في هذا الكون هو العدل، فجعله عرفا بين الناس وتقويم للسلوك والإيمان، وبه تطمئن النفوس بعدم ظلمها، وتسمو الأرواح بجنابتها، والعدل هو من القيم الإنسانية الأساسية وهي مطلب كل إنسان واية لكل بيان، حيث قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ) سورة النساء، وقال سبحانه في سورة المائدة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
والعدل قد أمرنا الله سبحانه وتعالى به وان يكون بين الناس سلوكا ومنهجا وتشريعا، وجعله اساسا وتقويما لهم بها تعمر الأرض وتصلح النفوس، حيث قال الله تعالى في كتابه (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْـمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) سورة الحديد.
وقد افرد الله سبحانه وتعالى سورة كريمة بالعدل، وهي سورة المطففين، حيث يقول سبحانه وتعالى فيها (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ) وهي سورة مكية  نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة، وجاءت الآيات الكريمات بتحذير الله ((للمطففين)) وهم من ينقصون الميزان ولا يرعاون خشية الله ولا يخافون الآخرة، وهذه الآيات هي آيات الوعيد الشديد للظالمين في الموازين والمكاييل، وقد حذرهم الله من عقابه وعذابه يوم الآخرة فانزل الآيات المباركات تحذرا لهم ووعيدا.
ولا يخفى علينا أيضا ان الميزان او العدل في الإسلام له مكان كبيرة وجلية، فقد أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل لتبيان الحق الوقوف عليه.
وقد أرسل الله سبحانه وتعالى نبينا 'شعيب عليه السلام' إلى قوم مدين حيث بعثه الله سبحانه وتعالى إلى قومه لتقويم السلوك وإصلاح النفوس، فقد روى ان قوم شعيب كانوا ينقصون المكيال والميزان، ولا يعطون الناس حقهم فدعاهم شعيب عليه السلام إلى عبادة الله وان يتعاملون بالعدل، حيث جاءت الآية في سورة هود (وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ) لكنهم استكبروا واستمروا في طغيانهم وعنادهم ولم يعطوا الناس حقوقهم، وجاءت حجج نبينا شعيب على قومه آية تلو الآية حيث قال في سورة هود (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ، بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ).
وبعد ان طغوا وتجبروا واستكبروا أخذتهم الرجفة فكانت القاضية وهلاك أهل مدين، حيث قال سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت (فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِين).
ان العدل هو ميزان الدول ورجاحة العقل، به تستمر الحياة الدول، وبنقصانه يتم الشقاء.
اللهم اجعلنا من الذين يعدلون ولا يظلمون، ويأتمرون بأمرك، ويسيرون على درب الانبياء والرسل الكرام.

وبالله التوفيق . سخاي محمد امين مكلف بتنظيم فرع النقابي اتصالات الجزائر الطارف..

Sakhai62@hotmail.fr